أ. تادمكة (ازدهرت خلال الفترة بين القرن العاشر والرابع عشر)

من بين جميع مدن العالم، تعد تادمكة أكثر المدن التي تشبه مكة ... فهي مدينة كبيرة وسط الجبال والوديان وهي مشيدة بشكل أفضل من غانا أو غاو.   —أبو عبيد البكري، حوالي ١٠٦٨

تقع أنقاض السوق - تادمكة (وتُسمى أيضًا تادمكة) في شمال شرق دولة مالي. تمتد البلدة عبر ما يقرب من 125 فدانًا، مع بقايا الهياكل الحجرية التي تشمل المجمعات التجارية والسكنية، والخانات، والمساجد، وحظائر الحيوانات. ويحيط بها مقابر تحمل شواهد القبور نقوشًا باللغة العربية. يوجد على المنحدرات المطلة على البلدة بعض النقوش المحفورة باللغة العربية ومنقوشة بالتيفيناغ الأبجدية البربرية (الشكل المكتوب للغة الأمازيغية) التي تشهد على احتلال الموقع منذ أوائل القرن العاشر.

تقع البلدة على الحافة الجنوبية للصحراء، حيث وصلت قوافل الجمال في العصور الوسطى وغادرت في رحلاتها الصحراوية. بين عامي 2004 و2005، شارك عالم الآثار سام نيكسون في شراكة مع زملاء من Direction nationale de patrimoine culturel and Institut des Sciences Humaines لإجراء عمليات التنقيب الأولية في موقع السوق تادمكة

المعزول. وتؤكد النتائج التي توصلوا إليها وصف احتلال تادمكة كمركز للتجارة عبر الصحراء الكبرى التي تظهر في أعمال البكري وغيرهم من علماء العصور الوسطى الذين يكتبون باللغة العربية.

رسم تخطيطي لموقع السوق تادمكة فيما يتعلق بالمنحدرات المحيطة والتيارات الموسمية (وادي) المنتشرة عبر منتصف الموقع. وقد حُددت المناطق الرئيسية لأنقاض المدينة والمقابر المحيطة بها. استنادًا إلى الصور الجوية ومراقبون من البعثة واقتباس من عالم الآثار "موني" 1961 والمؤرخ مورايس فارياس 2003

تطل على وادي السوق، حيث توجد أنقاض تادمكة. تصوير سام نيكسون، 2005

قطع أثرية زخفية مصقولة (بما في ذلك مصباح زيت) تم التنقيب عنها في موقع السوق تادمكة. Institut des sciences humaines ، باماكو، مالي. تصوير كلير بريت

خرزات من الحجر والأحجار شبه الكريمة وقطع من أصداف الودع تم التنقيب عنها في موقع السوق تادمكة. Institut des sciences humaines ، باماكو، مالي. تصوير كلير بريت

قطعة من المنسوجات الحريرية تم التنقيب عنها في موقع السوق - تادمكة (بأبعاد 3.75 × 2.25 سم). Institut des sciences humaines ، باماكو، مالي. تصوير كلير بريت

جذع حجري منحوت تم استخراجه من موقع السوق تادمكة. Institut des sciences humaines ، باماكو، مالي. تصوير كلير بريت

قطع من وعاء زجاجي تم استخراجها من موقع السوق تادمكة. Institut des sciences humaines ، باماكو، مالي. تصوير كلير بريت

على اليسار: قطع زجاجية مستخرجة من عمليات التنقيب في موقع السوق تادمكة، مالي. Institut des sciences humaines ، باماكو، مالي. تصوير كلير بريت

على اليمين: وعاء منقط، ربما من مصر أو غرب آسيا، حوالي 800/1099. زجاج منفوخ، بارتفاع 6 سم، أقصى عرض 9.9 سم؛ قطر الحافة 4.5 سم. مجموعة Corning Museum of Glass، كورنينج، نيويورك، 63.1.5

أشكال منحنية قليلًا من هذه الأنابيب الصغيرة الزجاجية الخضراء، تم استخراجها من موقع السوق تادمكة، مالي، على الأرجح أنها كانت جزءًا من زجاجات صغيرة. صُنعت هذه الزجاجات في مصر أو غرب آسيا، واستخدمت في بلدان البحر الأبيض المتوسط طوال فترة القرون الوسطى كحاويات وأوعية للعطور أو ماء الورد. عُثر أيضًا على بعض المخلفات المادية المتعلقة بتجارة المسافات الطويلة للأواني الزجاجية الفاخرة، وقطع من الأواني الزجاجية، مثل هذا النموذج من Corning Museum، في مواقع أخرى من العصور الوسطى شمال وجنوب الصحراء الكبرى.

Left: عُثر على قطعة من خزف تشينغباي (1.48 × 1.74 سم) في موقع السوق تادمكة، مالي. الصين، سلالة سونغ الشمالية، القرن العاشر / الثاني عشر. Institut des sciences humaines ، باماكو، مالي. تصوير كلير بريت

Right: وعاء مطلي برذاذ وردي منمق، الصين، سلالة سونغ الشمالية، القرن الثاني عشر. بورسلين مزخرف بالزجاج المنحوت، بارتفاع 7.1 سم، وقطر 20.1 سم. معهد شيكاغو للفنون، وصية راسل تايسون، 1964.847. الصور مأخوذة من of The Art Institute of Chicago/Art Resource ، نيويورك

غالبًا ما كانت المستلزمات الأساسية والسلع المصنعة التي انتقلت على طول طرق التجارة متجهة إلى أسواق تبعد عن أماكنها الأصلية بمسافات مذهلة. قطعة صغيرة من بورسلين سيلادون تم استخراجها من موقع السوق تادمكة، مالي، وهو نوع معروف باسم أدوات تشينغباي.

تم إنتاج أدوات تشينغباي في جنوب شرق الصين، وتم تصديرها على نطاق واسع بين القرنين العاشر والثاني عشر وتداولها على امتداد الطرق التي تنتقل من سوق إلى آخر في عملية تسمى التجارة بالترحيل. عُثر على قطع من أدوات تشينغباي في مواقع من القرون الوسطى من آسيا الوسطى إلى مصر وعبر الصحراء الكبرى.

يشير شكل هذه القطعة إلى أنها كانت جزءًا من حافة وعاء. يبرهن النسيج الدمشقي المميز لقطعة صغيرة من الحرير، والتي استخرجت أيضًا من موقع السوق تادمكة، أنه صُنعت على نحو مماثل من قبل الحرفيين الصينيين، على الرغم من أنه تمت إضافة التطريز والزركشة بالخيوط المتسلسلة بالقطن الأحمر الذي يمر عبره في مدينة تادمكة كمزيد من الزخرفة على ثوب فاخر.

قطع خزفية مستخرجة من عمليات التنقيب في موقع السوق تادمكة، مالي. معهد العلوم الإنسانية، باماكو، مالي. تصوير كاتلين بيكفورد بيرزوك، 2016

تم التنقيب عن كميات كبيرة من القطع الخزفية غير المصقولة - بقايا الزجاجات والأواني والبرطمانات وأوعية التخزين وغيرها من العناصر الأساسية للحياة اليومية - في مواقع متعددة في منطقة غرب السودان وحتى شمال الصحراء في بعض المواقع بما في ذلك مدينة سجلماسة. وقد تم تزيين هذه الأواني بأنماط ونقوش روليت مطبوعة أو زخارف مطلية، وقد استخدمت في المنازل للطبخ وتخزين الطعام. استخدمت أواني التراكوتا الطينية لنقل هذه السلع بما في ذلك الحبوب والأسماك من دلتا النيجر الداخلية الخصبة في مالي عبر مسافات شاسعة.

[لسماع المزيد حول عمليات البحث والتنقيب في موقع تادمكة، شاهد مقابلات مع عالم الآثار سام نيكسون.](https://vimeo.com/showcase/6379862)